قصة حياة بيليه
تأليف : بيليه
الناشر : فلاماريون – باريس 2006
بيليه هو ( أيقونة عالمية ) انه ليس مجرد لاعب كرة قدم هائل قادر على إلهاب مشاعر مدرجات كاملة وإنما هو أيضا رجل عظيم في خدمة القضايا النبيلة هكذا يقدم الناشر هذا الكتاب .. استرعى بيليه انتباه مدربي كرة القدم واصبح لاعبا محترفا وهو في الخامسة عشر من العمر وبعد عامين فقط شارك في بطولة كاس العالم لكرة القدم ليقود بلاده للفوز في المباريات النهائية ضد السويد بخمسة أهداف مقابل هدفين . ( من أنا) يتسأل بيليه في تقديمه لهذا الكتاب ويجيب : ( أنا طفل كان يتسلى في الشوارع بحذاء محشو بالخرق قبل أن يصبح لاعب كرة قدم يلعب بكرة حقيقية وعلى ارض ملاعب رسمية ومجهزة وفي إطار فرق كتبت التاريخ . رأيت العالم وقابلت شخصيات فريدة ورائعة, ولم اكن أتصور أبدا أنني سأسمو إلى هذا العلو.
وكاستهلال في بداية الفصل الأول من هذا الكتاب اختار بيليه جمله كان والده قالها وجاء فيها : ( أن أجمل هدف سجلته في حياتي كان بالاشتراك مع سيليست . زوجته وقد عمدناه باسم أديسون أرتنس دو ناسيمونتو ( بيليه) . وكان الطفل أديسون قد ولد في بلدة تريس كوراسيدس شمال ريودي جانيرو .. واسم تلك البلدة يعني باللغة الإسبانية ( بالقلوب الثلاثة) وهو من مواليد 23 أكتوبر عام 1940 يقول عن اصله : ولدت فقيرا في منزل صغير بني من أحجار القرميد التي جرى جمعها من هنا وهناك , كان والده لاعب كرة قدم أيضا لكنه لم ينل اية شهرة تذكره وعندما رأى الطفل أديسون ( بيليه) النور كان ضعيف البنية جدا لكن هذا لم يمنع والده دوندينو من القول وهو يلمس ساقيه الهزيلتين ( سوف تصبح لاعب كرة قدم عظيم ).
لم يكن بيليه تلميذا متميزا في المدرسة ويقول ( فهمت بسرعة أنني لا أحب كل ما له علاقة بالمدرسة من قريب أو بعيد ولا ينسى الحديث عن العقوبات الكثيرة التي نالها والتي لم يكن اقلها قسوة البقاء فترة طويلة واقفا في زاوية قاعة الدرس ووجهه على الجدار ويديه ممدودتين .. ومن الذكريات الكثيرة التي لا تزال باقية في ذهنه من تلك الفترة , فترة الضنك التي عرفتها السرة مما جعله يمشي حافي القدمين مثل أخوته ويلبس الثياب التي كان قد استخدمها آخرون قبله, ويذكر أيضا انه عندما كان في سن السابعة تقريبا أشترى ( عدة لمسح الأحذية) بمساعدة عمه ... وأخذ يقرع البواب في حيه كي يقدم خدماته. لكنه لم يظفر غلا بعدد نادر من الزبائن فأغلبية آهل الحي كانوا يسيرون حفاة الأقدام . هكذا اضطر إلى توسيع ( مجال عمله) إلى الحياء الأخرى وخاصة على ملعب نادي ( انتلانتيك) بمدينة يورو حيث كان والده أحد لاعبي ذلك الفريق. لم يكن بيليه يحلم بتمثيل البرازيل أو لعب مباريات كاس العالم وإنما كان حلمه الذي يردده لزملائه ( ذات يوم سوف أصبح قويا مثل والدي).... ومع هؤلاء الزملاء قرر ذات يوم سرقة كمية من الفول السوداني من أحد المخازن بقصد بيعها أمام دور السينما وصالات السيرك من أجل شراء التجهيزات الضرورية لممارسة كرة القدم وهكذا شكلوا فريق أبناء الحياء الفقيرة والذي نال بسرعة شهرة واسعة بعد الانتصارات التي حققها . كان ملعبهم هو الشارع وكان منزل بيليه المجاور هو المكان الذي يغيرون فيه ملابسهم ويرتدون لباس الفريق ( الموحد) وكان اللعب يستمر كل يوم حتى حلول الظلام. وكان أبوه هو مدرب الفريق ومثلما يحب البرازيليون إعطاء ألقاب للاعبين فقد أعطاه زملاؤه تسمية ( غازولينا) على اسم مطرب برازيلي معروف آنذاك لكن العالم كله عرفه تحت اسم ( بيليه) تيمنا باسم حارس مرمى ( مغمور) كان الفتى أديسون ( بيليه) معجبا به وكان هو نفسه يريد أن يصبح مثله( حارس مرمى). عندما كان عمر ( بيليه) تسع سنوات قامت البرازيل للمرة الأولى بتنظيم بطولة كاس العالم لكرة القدم في العام 1950 ويوم المباراة النهائية بين البرازيل والأرغواي دعا والده عدد من زملائه الرياضيين كي يحضروا مجتمعين في منزله عبر ( الراديو) وخاصة من أجل ( الاحتفال) بالانتصار سجلت البرازيل الهدف الأول , ثم جاء التعادل وقبل 11 دقيقة من نهاية المباراة سجلت الارغواي هدفها الثاني وللمرة الأولى في حياته رأى بيليه والده يجهش بالبكاء فما كان من الطفل إلا أن قال له مواسيا ( ذات يوم سوف أفوز بكاس العالم من أجلك).. ثم ذهب الطفل على غرفة والدية ووقف وقال لنفسه ( اعلم لو أنني كنت في الملعب ما كنت تركت البرازيل تنهزم .. لو كنت هناك كانت ستفوز .. أو لو كان أبي هناك كان سجل ذلك الهدف الذي افتقدناه..
تأليف : بيليه
الناشر : فلاماريون – باريس 2006
بيليه هو ( أيقونة عالمية ) انه ليس مجرد لاعب كرة قدم هائل قادر على إلهاب مشاعر مدرجات كاملة وإنما هو أيضا رجل عظيم في خدمة القضايا النبيلة هكذا يقدم الناشر هذا الكتاب .. استرعى بيليه انتباه مدربي كرة القدم واصبح لاعبا محترفا وهو في الخامسة عشر من العمر وبعد عامين فقط شارك في بطولة كاس العالم لكرة القدم ليقود بلاده للفوز في المباريات النهائية ضد السويد بخمسة أهداف مقابل هدفين . ( من أنا) يتسأل بيليه في تقديمه لهذا الكتاب ويجيب : ( أنا طفل كان يتسلى في الشوارع بحذاء محشو بالخرق قبل أن يصبح لاعب كرة قدم يلعب بكرة حقيقية وعلى ارض ملاعب رسمية ومجهزة وفي إطار فرق كتبت التاريخ . رأيت العالم وقابلت شخصيات فريدة ورائعة, ولم اكن أتصور أبدا أنني سأسمو إلى هذا العلو.
وكاستهلال في بداية الفصل الأول من هذا الكتاب اختار بيليه جمله كان والده قالها وجاء فيها : ( أن أجمل هدف سجلته في حياتي كان بالاشتراك مع سيليست . زوجته وقد عمدناه باسم أديسون أرتنس دو ناسيمونتو ( بيليه) . وكان الطفل أديسون قد ولد في بلدة تريس كوراسيدس شمال ريودي جانيرو .. واسم تلك البلدة يعني باللغة الإسبانية ( بالقلوب الثلاثة) وهو من مواليد 23 أكتوبر عام 1940 يقول عن اصله : ولدت فقيرا في منزل صغير بني من أحجار القرميد التي جرى جمعها من هنا وهناك , كان والده لاعب كرة قدم أيضا لكنه لم ينل اية شهرة تذكره وعندما رأى الطفل أديسون ( بيليه) النور كان ضعيف البنية جدا لكن هذا لم يمنع والده دوندينو من القول وهو يلمس ساقيه الهزيلتين ( سوف تصبح لاعب كرة قدم عظيم ).
لم يكن بيليه تلميذا متميزا في المدرسة ويقول ( فهمت بسرعة أنني لا أحب كل ما له علاقة بالمدرسة من قريب أو بعيد ولا ينسى الحديث عن العقوبات الكثيرة التي نالها والتي لم يكن اقلها قسوة البقاء فترة طويلة واقفا في زاوية قاعة الدرس ووجهه على الجدار ويديه ممدودتين .. ومن الذكريات الكثيرة التي لا تزال باقية في ذهنه من تلك الفترة , فترة الضنك التي عرفتها السرة مما جعله يمشي حافي القدمين مثل أخوته ويلبس الثياب التي كان قد استخدمها آخرون قبله, ويذكر أيضا انه عندما كان في سن السابعة تقريبا أشترى ( عدة لمسح الأحذية) بمساعدة عمه ... وأخذ يقرع البواب في حيه كي يقدم خدماته. لكنه لم يظفر غلا بعدد نادر من الزبائن فأغلبية آهل الحي كانوا يسيرون حفاة الأقدام . هكذا اضطر إلى توسيع ( مجال عمله) إلى الحياء الأخرى وخاصة على ملعب نادي ( انتلانتيك) بمدينة يورو حيث كان والده أحد لاعبي ذلك الفريق. لم يكن بيليه يحلم بتمثيل البرازيل أو لعب مباريات كاس العالم وإنما كان حلمه الذي يردده لزملائه ( ذات يوم سوف أصبح قويا مثل والدي).... ومع هؤلاء الزملاء قرر ذات يوم سرقة كمية من الفول السوداني من أحد المخازن بقصد بيعها أمام دور السينما وصالات السيرك من أجل شراء التجهيزات الضرورية لممارسة كرة القدم وهكذا شكلوا فريق أبناء الحياء الفقيرة والذي نال بسرعة شهرة واسعة بعد الانتصارات التي حققها . كان ملعبهم هو الشارع وكان منزل بيليه المجاور هو المكان الذي يغيرون فيه ملابسهم ويرتدون لباس الفريق ( الموحد) وكان اللعب يستمر كل يوم حتى حلول الظلام. وكان أبوه هو مدرب الفريق ومثلما يحب البرازيليون إعطاء ألقاب للاعبين فقد أعطاه زملاؤه تسمية ( غازولينا) على اسم مطرب برازيلي معروف آنذاك لكن العالم كله عرفه تحت اسم ( بيليه) تيمنا باسم حارس مرمى ( مغمور) كان الفتى أديسون ( بيليه) معجبا به وكان هو نفسه يريد أن يصبح مثله( حارس مرمى). عندما كان عمر ( بيليه) تسع سنوات قامت البرازيل للمرة الأولى بتنظيم بطولة كاس العالم لكرة القدم في العام 1950 ويوم المباراة النهائية بين البرازيل والأرغواي دعا والده عدد من زملائه الرياضيين كي يحضروا مجتمعين في منزله عبر ( الراديو) وخاصة من أجل ( الاحتفال) بالانتصار سجلت البرازيل الهدف الأول , ثم جاء التعادل وقبل 11 دقيقة من نهاية المباراة سجلت الارغواي هدفها الثاني وللمرة الأولى في حياته رأى بيليه والده يجهش بالبكاء فما كان من الطفل إلا أن قال له مواسيا ( ذات يوم سوف أفوز بكاس العالم من أجلك).. ثم ذهب الطفل على غرفة والدية ووقف وقال لنفسه ( اعلم لو أنني كنت في الملعب ما كنت تركت البرازيل تنهزم .. لو كنت هناك كانت ستفوز .. أو لو كان أبي هناك كان سجل ذلك الهدف الذي افتقدناه..