قامت اولى الحروب الصليبية وحملاتها في القرن الرابع الميلادي... سميت تلك الحروب بمسمى " الصليب" ولم يكن هدفها القيام ب" الحروب الدينية", ولكنها كانت لأغراض أخرى ذكرت اساسها في مقالي السابق...
بدأت الحروب الصليبية قبل ظهور الاسلام ب ثلاثمئة وخمسون عام تقريباً ... وهنا يثور التساؤل حول الشائع من ان الحروب الصليبية تستهدف الاسلام؟! وهنا ايضا يكمن الخطا الفاحش الذي ارتكبه" بوش الصغير" وتاتشر وبيرلسكوني والتي جاءت إبان ايلول الاسود"11/9" بشأن حملات صليبية جديدة... جاءت التصريحات لتتوافق مع الشائع في المنطقة العربية من أن الحروب الصليبية تستهدف" الاسلام"... ومهما قدم ايا من اصحاب تلك التصريحات او الادارات خاصة الامريكية من اعتذارات , فعليهم أن يدركوا أن امامهم الكثير حتى يمكن معالجة الآثار السلبية لما صرحوا له... واظن ان الامور ستزداد تعقيداً اكثر واكثر بعد ما تم مؤخرا من ايفاد لجنة لإستطلاع الاوضاع الدينية في المنطقة...
واظن ايضا... بأن ما يقال في الآونة الاخيرة عن دعما سريا لجماعات "الدين السياسي" بالمنطقة من قبل الادارة الامريكية والذي يبدو بأنه محاولة منها لنفي الاتهام بأنهم مخططين لشن حرباً على "الاسلام", اظن ذلك سيزيد الامور ايضا تعقيداً ... بل انني ارى بأن ما اعلنه" بوش الصغير" اثناء زيارته لأنقرة من ان النموذج التركي يمكن تطبيقه في الشرق الاوسط... ارى ذلك امراً في حاجة الى مراجعة دقيقة ومعلومات مستفيضة عن الثقافة العربية, ولندعوه في ذلك الى محاولة التطبيق في قطاع غزة او الضفة الغربية كنموذج اولى, ثم يمكن القيام بالتقييم!!!
إن القول بأن الحملات الصليبية جاءت لمحاربة "الاسلام" استناداً الى وقائع تاريخية إبان فترة القرن الحادي عشر الى القرن الثالث عشر , يبدو لي قولا منقوصاً... ذلك أنه من الثابت تاريخياً عن تلك الفترة بأن الجماعات اليهودية قد تعرضت لمخاطر عديدة وعانت كثيراً من الحملات الصليبية وهي في طريقها للشرق...
ان الخلفية التاريخية " للحروب الصليبية" تمثل نموذج لصراعات البشرية, تلك الآلة التي تخرج لنا مفهوماً دقيقاً لمعنى " السيادة الوطنية" .
فالسيادة هي امراً مفهوماً متغيراً وفقاً لطبيعة الصراع الدائر بين اعضاء البشرية...
وللحديث بقية....