grade27

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصف الثاني الإعدادي 7


    تابع حال المؤمن عند هبوب الرياح

    avatar
    الــريــانــي


    تابع حال المؤمن عند هبوب الرياح Empty تابع حال المؤمن عند هبوب الرياح

    مُساهمة  الــريــانــي الخميس أبريل 09, 2009 5:34 am

    فالمؤمن الحق هو الذي يعتبر ويتعظ ويخشى من العواقب إذا تغيرت الأحوال العامة ونزلت آية كونية كالكسوف والخسوف وشدة الرياح والزلازل فيفزع إلى الله بأنواع العبادات ويظهر الندم على التفريط ويكثر من الصالحات ولهذا شرعت الصلاة جماعة عند الكسوف والخسوف واستحب ابن عياس رضي الله عنه الصلاة عند حدوث الزلازل واستحب طائفة من الفقهاء الصلاة عند حدوث الآيات.

    فالحاصل أنه يشرع للمؤمن عند هبوب الرياح الشديدة:
    1- الشعور بالخوف والوجل من حلول عقاب الله على الأمة.
    2- الدعاء بالدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    3- التوبة وكثرة الاستغفار والذكر دفعا للضرر والعذاب. قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). وفي حديث الخسوف: (فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره). متفق عليه.
    4- الصدقة والبذل والاحسان إلى الفقراء والمساكين لأن الله يصرف العذاب عن المحسنين ويجازيهم بالإحسان. ولذلك ورد الأمر بالصدقة حال الخسوف.

    وإنما يوجل المؤمن ويخاف من نزول العذاب لأن قلبه حي بالإيمان يخاف من شدة عذاب الله وقوة انتقامه من الظالمين المعرضين عن اتباع آياته والعمل بشرعه قال تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا). وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ). وقال تعالى: (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ). وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ رسول الله عليه وسلم: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة الآية). فكلما تعرف العبد على صفات الجلال لله من الكبرياء والعظمة والعزة والغلبة والمكر بأهل المكر والانتقام وتأمل في أفعاله فيمن مضى وعادته في الجاحدين والغافلين استعظم الله وخافه أشد الخوف وهرب من عذابه إلى رحمته ولم يأمن مكر الله.

    وأما ميت القلب فلا يتأثر ولا يتعظ ويعتبر من هبوب الرياح ولا يخش العواقب فحاله كحال الكفار وأهل الجاهلية الذين يأمنون مكر الله ويمنون أنفسهم بالأماني كما حكى الله عنهم: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ). فالكافر والفاجر في غفلة عظيمة عن التدبر والتفكر في آيات الله وأفعاله التي يرسلها الله لعباده إشارات ونذرا. (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ).

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أبريل 18, 2024 9:53 pm